قد يستغرب البعض هذا العنوان لأننا نفترض سلفا أن الكمبيوتر لا يمكن إلا أن يكون مرتبطا بالذكاء. ولكن ليس هناك أبعد عن الحقيقة من إطلاق صفات الذكاء على منتجات رقمية لم يتم إثبات فائدتها الفعلية. فحتى عندما تدخل التقنية إلى البيت لا يمكن أن نقول أنه أصبح بيت ذكي لمجرد ذلك. بل يجب أن تؤدي التقنية دورا ذكيا يتجاوز مجرد وجودها مثل استخدامها والتوفير الذي يمكن أن تحققه في الوقت والمال والكفاءة.
تكمن روعة تقنية المعلومات والكمبيوتر تحديدا بقابلية عالية لابتكار حلول بسيطة لمشاكل معقدة فها هي التقنية الافتراضية virtualization تتيح إدخال الكمبيوتر بكلفة بسيطة هي 70 دولار، لحوالي 5000 مدرسة أي لقرابة مليون وثمانمئة ألف طالب في ولاية أندرا براديش الهندية. تتولى شركة إن كمبيوتنغ NComputing وشركات أخرى تأمين هذه الأجهزة والبرامج والتي تتألف من كمبيوتر واحد يتم توليد 7 أسطح مكتب افتراضية فيه ليستخدمها 7 طلاب.
يضم كل مختبر في المدرسة كمبيوترين من طراز X300 الذي تطوره شركة إن كمبيوتنغ، مع برنامج التقنية الافتراضية ليتيح تشغيل أجهزة طرفية تسمى الزبون النحيف thin clients وهو عبارة عن جهاز صغير يضم لوحة مفاتيح وماوس وشاشة ومنافذ تتصل بالخادم من خلال الكابلات. وتستفيد هذه الحلول من حقيقة المواصفات الكبيرة للكمبيوترات الحالية والتي لا يتم استخدام سوى 2% من مواردها، وحتى عند تشغيل الوسائط المتعددة مع تصفح الإنترنت والبريد، لا تستمر سوى 20% من موارد الكمبيوتر. سيوفر المشروع على الولاية إنفاق مبالغ طائلة تصل لحوالي 20 مليون دولار مع توفير 90% من استهلاك الكهرباء في حال تشغيل كمبيوترات عادية كاملة لكل الطلاب.
وسيتعلم الطلاب استخدام برامج أوفيس والقراءة والرياضيات. المثير في الأمر هو أسلوب تعاقد الحكومة مع الشركات والذي تم وفق مبدأ بوت BOT Build, Operate, and Transfer أي بناء النظام وتشغيله لخمس سنوات ليتاح لموظفي المدرسة تعلم تشغيله وتولي ذلك بعد خمس سنوات.