بعض الآداب المستحبة في شهر رمضان المعظم، وهناك آداب كثيرة منها:
السَّحُور وهو الأكل في آخر الليل وسمي بذلك لأنه يقع في السحر.
فقد أمر الرسول له فقال:" تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً ."
وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ:
قَالَ الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"فَضلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ."
ومما يدل علي فضل السحور في شهر رمضان المعظم قول رسول الله:
"السُّحُورُ بَرَكَةٌ فَلَا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ."
وإِنما أراد منا رَّسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نؤخر السحور في الليل حتي نستيقظ لصلاة الفجر،فإِن من يتسحر متأخرا يستطيع أن يصلي الفجر لقرب وقتها،وأما إِن تسحر مبكرا ثم ينام فأنه أدعي إِلي التكاسل عن صلاة الفجر.
وأيضا من حكمة تأخير السحور هو رحمة رَّسُولِ الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بأمته،حتي يضيق وقت الجوع علي الصائمين حتي لا يتعذب أحد بالصيام،وينبغي للمتسحر أن ينوي بسحوره إِمتثال أمر رَّسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والإِقتداء بفعله ليكون سحوره عبادة، وأن ينوي به التقوي علي الصيام ليكون له به أجر.
كما أن للصائم أن يأكل ويشرب ولو بعد السحور ونية الصيام،حتي يتيقن طلوع الفجر لقوله تعالي:
﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ ( سورة البقرة : ١٨٧)
وعَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ بن مالك أن رَّسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا،فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى،قُلْنَا لِأَنَسٍ:" كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا ، وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ ؟قَالَ:قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً ."