الذكاء في إعداد وجبات الأطعمة.. أساس التغذية الصحية
يتمثل الذكاء في وضع برنامج التغذية الصحية خلال اليوم، في مراعاتنا ثلاثة أمور:
الأول : العمل الجاد على بقاء وزن الجسم ضمن المعدل الطبيعي له والمحافظة عليه كذلك طوال الوقت.
الثاني : تحقيق رغبات الإنسان في تناول ما تشتهيه نفسه من أنواع وأصناف الطعام للتلذذ بها، مع عدم الاضطرار إلى المعاناة من الشعور بالجوع والتألم نتيجة لذلك.
الثالث : تأمين احتياجات الجسم من العناصر الغذائية الرئيسية، وهي البروتينات والسكريات والدهون. وأيضاً تأمين احتياجاته من الفيتامينات والمعادن التي ليس بمقدور الإنسان الحصول عليها إلا من خلال المنتجات الغذائية.
ويتحقق العنصر الأول من خلال تحديد كمية طاقة الطعام الذي يجب على المرء تناوله خلال اليوم وعدم تجاوز الكمية تلك.
وتُقدر طاقة كمية معينة من المنتجات الغذائية بوحدات كالورى سعر حراري، ضمن جداول خاصة لكمية ما في تلك المنتجات الغذائية من البروتينات والسكريات والدهون، لأن كل غرام من البروتينات أو السكريات يُعطي 4.2 كالوري، وكل غرام من الدهون يُعطي 8.4 كالوري.
ويتم تحديد كمية كامل الطاقة من السعرات الحرارية اللازم تناولها من قبل الإنسان يومياً بحسب وزن جسمه حالياً وعمره وجنسه ومدى نشاطه البدني ومستوى نمو جسمه أثناء تلك الفترة من العمر.
وبشكل تقريبي عام، لمن أوزانهم ضمن المعدلات الطبيعية، فإن الأطفال ما بين سن 2 إلى 6 سنوات، والنساء الكبار في السن القليلات الحركة البدنية، يكفيهم تناول 1600 كالوري يومياً.
والأطفال الأكبر سناً، والنساء النشيطات في الحركة البدنية، والرجال متوسطو الحركة البدنية، يكفيهم حوالي 2200 كالوري يومياً.
والمراهقون من الذكور وعموم الرجال النشيطون في العمل يحتاجون حوالي 2800 كالوري يومياً.
لكن مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الكميات من الطاقة الغذائية اليومية وُضعت مع مراعاة ممارسة قدر من الرياضة البدنية المتوسطة بشكل شبه يومي.
ويتحقق العنصر الثاني من خلال تقسيم كمية طاقة الطعام اليومي على ثلاث وجبات رئيسية، ووجبتين أو ثلاث خفيفتين، وذلك طوال اليوم. ومن ثم ينظر المرء، بمعونة أخصائيي التغذية، في محتوى كمية الطاقة التي تُوجد في الأصناف المتنوعة من الأطعمة المتوفرة لديه في مجتمعه، أو التي يُحب تناولها، أو التي لها فوائد صحية.
ومن ثم يُكون محتوى وكمية وجباته الرئيسية ووجباته الخفيفة التي عليه تناولها طوال اليوم. وذلك كله لمنع شعور المرء بالجوع.
ويتحقق العنصر الثالث من خلال اتباع برنامج متوازن ومتنوع لتناول المنتجات الغذائية التي تحتوي على تلك العناصر، وذلك ضمن الخطوط العامة للتغذية الصحية التي تشمل أن تكون نسبة السكريات حوالي 55% من كامل طاقة الغذاء اليومي، وأن تكون نسبة الدهون 30%، ونسبة البروتينات 15%، من كامل طاقة الغذاء اليومي.
ويتم تأمين المعادن كالحديد والنحاس والزنك والبوتاسيوم والمغنسيوم وغيرها، والفيتامينات بأنواعها، ومضادات الأكسدة وغيرها، من خلال الأطعمة التي تحتويها بنسب متفاوتة.
هذا كله ضمن التشديد على ثلاثة ضوابط رئيسية للتغذية الصحية، الأولى تناول الفواكه والخضار، وبألوان متنوعة، والحبوب الكاملة غير المقشرة، والحليب ومشتقات الألبان المنزوعة الدسم أو منخفضة المحتوى منه.
والثانية الحرص على تناول اللحوم الحمراء المنزوعة الدهون، لحم الهبر، وتناول الأسماك مرتين أسبوعياً والحرص على البقول والبيض والمكسرات والدواجن، كلها كمصادر للبروتينات وغيرها من العناصر الغذائية المهمة.
والثالثة الالتزام بشكل عام وبحرص شديد على تناول المنتجات الغذائية المنخفضة المحتوى من الدهون المشبعة والخالية تماماً من الدهون المتحولة، مع الاستعاضة عنهما بتناول المنتجات المحتوية على الدهون غير المشبعة، كالتي في الزيوت النباتية والأسماك والمكسرات.
وبالتالي يتحقق في السلوك الغذائي تلبية رغبات الإنسان وما تشتهيه نفسه من التلذذ بنعمة الطعام، وأيضاً تلبية حاجات جسمه وضرورات المحافظة على صحته.