تغيير الذات نحو الإيجاب

موضوع: تغيير الذات نحو الإيجاب 1/14/2010, 1:56 pm

في تغيير الذات شيءٌ من العظمة إذا كانت ماهية التغيير إيجابية وإستدراك المرء لعموم موقفه من الحياة على أساس مبدأ النقد الذاتي هو شجاعة منه في مواجهة نفسه.

خفايا النفس غالباً ما يعرفها المرء ذاته وقسم من الناس يتجاهلون وضعهم وآخرون يركبون رؤوسهم في خضم مشاكل الحياة التي تواجههم وربما يلعب عامل الصحبة الاجتماعية دوراً سلبياً أو إيجابياً حسب نوع الأصحاب في كثير من الظروف من هنا فإن المقاصد الحسنة بأي علاقة لا تكفي ما لم تقترن بعمل معتبر على أساس العرف الاجتماعي الإيجابي والعام عند الناس الذين هم مسانيد في رأيهم العام لكل ما هو مستحسن عند الأفراد.

ولرسالة الحياة عند المرء السوي أو الطامح أن يتغير إلى شخص سوي ومبدئي أهمية لإجلاء نفسه من كل شائبة معيبة ومع اختلاف القاعدة في نسبة ما يمكن أن يتغير به المرء من تقويم جديد لذاته وضبط سلوكه بحيث يصبح منسجماً مع مساعيه في التفكير السليم الذي يمكن منه أن يسدد خطاه نحو ما يرضي الله سبحانه وتعالى.

وممكن أن تبدأ عملية التغيير عند المرء من الشعور بالواجبات والحقوق المترتبة منه وعليه فالمرأة الزوجة إذا ما أدت واجبها الشرعي نحو تربية أولادها برغبة مخلصة وكانت قبل ذلك بدرجة اقل في معرفة وتطبيق ذلك فهذا يعني أنها قد تخطت فعلاً واقعها وكذا الحال بالنسبة لطالب المدرسة إذا ما أدى تحضير واجبه المدرسي دون ضغط من أحد أبويه يكون قد أدى واجبه وبذاك يكون أفضل من حال التظاهر بكونه مؤدٍ لواجبه وكذا الحال بالنسبة للموظف الذي يصل إلى مرحلة يشعر من خلالها بمسؤولية إنجاز مهامه، لوظيفة دون أن يجبر على ذلك من ضغط رؤسائه.

وهكذا كلما كبرت دائرة الشعور بالمسؤولية الذاتية نحو الإيجاب فإن ذلك يخلق للمرء راحة نفسية، والتجربة الاجتماعية على الصعيد الفردي ممكن أن تأخذ خلاصات النجاح عند الآخرين في موضوع السلوك أي أن التقليد هنا يكون ذو قيمة اجتماعية حقة تحظى بتأييد كل من له ضمير حي.

وياما كان هناك أناس في حال سوء خلقي أو جُبن في موقف وحين تغيروا نحو مواقع الإيجاب في حياتهم استراحوا وأراحوا وهكذا يمكن اعتبار تغيير الذات نحو الإيجاب بمثابة وعي لحال حضاري اختاره المرء لنفسه وهذا هو أحسن ما يمكن أن يتفاءل به المجتمع حين يلمس فرداً فيه قد تغير نحو الأفضل.

شروط التغيير الثلاثة:

الشرط الأول: فهم الحاضر:

الفرصة الخاصة بالتغير لا يمكن أن تتواجد إلا في وقتك الحاضر، وهذا يعني أن الشرط الأول من أجل تحقيق تغيير مجدٍ هو أن ترى بوضوح أين توجد الآن وفي هذه اللحظة. لا تخفِ نفسك بعيدًا عن الحقيقة الراهنة، فإذا كانت هناك بعض المظاهر التي لا تعجبك، فبوسعك أن تبدأ بتخطيط كيفية تغييرها، لكنك لو تظاهرت بعدم وجودها فلن تقوم بتغييرها أبدًا، ولذا فكن صريحًا مع نفسك منصفًا في رؤيتك لها على وضعها الحالي.

الشرط الثاني: لا تؤرق نفسك بالماضي:

إن الامتعاض بالأخطاء والهموم التي جرت بالأمس أمر مفهوم، لكنه من الخطأ أن تسمح للماضي أن يكون سجنًا لك، وبذلك فإن الشرط الثاني للتغيير المثمر هو المضي بخفة بعيدًا عن الماضي. إن الماضي بنك للمعلومات يمكنك أن تعلم منه، لكنه ليس بالشرك الذي يسقطك في داخله.
فخذ ما تشاء من الماضي من فوائد وخبرات ومعلومات، لكن إياك أن تعيشي في الماضي. أنت الآن شخص جديد أقوى بكثير من الماضي، وأفضل بكثير من الماضي، واستفدت من أخطاء الماضي فكيف تعيش فيه؟

الشرط الثالث: تقبل الشك في المستقبل:

قال تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} [النمل:65].

وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} [الجـن:26].

إن المستقبل بالنسبة لنا أمر غيبي لا ندري ما الذي سيحدث فيه، ولكن هذا لا يعني ألا نضع الأهداف، وألا نخطط لمستقبلنا، هذا لا يعني ألا نتوقع ولا نتقبل الشك فيما قد يحدث لنا وللعالم حولنا لنكون على أهبة الاستعداد له، فعلينا الأخذ بالأسباب المتاحة لنا، وقد ادخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ نفقة أهله لسنة كاملة. ولذا فكي نحقق تغييرًا مثمرًا فإننا بحاجة إلى ترك مساحة للمجهول المشكوك فيه.

موضوع: رد: تغيير الذات نحو الإيجاب 2/26/2010, 9:31 am

تـــــــــسلم الايادي يا هــــــــنووون