لو رايح السودان.. ادخل هنا وانت بتجهز الشنطه

"هوبا إيه.. هوبا آه.. إن شاء الله هانوصل" تشجيع يردده ما يقرب من 5000 مصري يحزمون حقائبهم الآن استعداداً للسفر إلى السودان لتشجيع منتخب مصر هناك في مواجهة الجزائر في المباراة الفاصلة التي تؤهل الفائز مباشرة إلى نهائيات مونديال 2010 في جنوب إفريقيا.

وبما أنني سافرت إلى السودان الشقيق من قبل، وقضيت فيها أسبوعاً كان مليئاً بانطباعات مغايرة تماماً لكل ما ملئت به ذهني قبل السفر.. فإذا قررت أن تسافر من أجل التشجيع.. من فضلك تعرف على 7 نصائح قبل السفر:

1- السودان بلد مداري في درجة حرارته، ولذلك فهو يسبقنا بموسم، ولذلك فالشتاء يعيش آخر أيامه هناك، والربيع على الأبواب، لذلك خذ معك بلوفر خفيف احتياطي واطمأن إلى حالة الجو. فدرجة حرارة الطقس في أم درمان يوم المباراة ستكون ما بين 30-34 درجة صباحاً و21 مساءً والجو سيكون لطيفاً ومشمساً باستثناء بعض السحب لكن لا يتوقع سقوط أية أمطار، ونسبة الرطوبة متوسطة 42%.

2- السودان دولة تعاني من تضخم اقتصادي كبير وارتفاع أسعار السلع والمنتجات، بعد تغيير سعر صرف الجنيه السوداني الذي أصبح ثمنه:
1 دولار أمريكي = 2.25 جنيه سوداني
1 جنيه سوداني = 2.42 جنيه مصري

وننصحك بأن تأخذ معك مشروباتك وطعامك من مصر لارتفاع سعر المشروبات الغازية والمطاعم هناك.

3- لا تذهب إلى السودان بصورة ذهنية مسبقة كونها لك شخص لم يزرها، ولا تستمع إلى حكايات عن أشخاص ذهبوا إلى هناك وأنت لا تعرف حتى أسمائهم، (على شاكلة واحد صاحبي ما تعرفوش).. فأغلب ما يتناقله العرب عن السودانيين لا أساس له من الصحة.

على عكس ما يشاع بأن السودان بلد فقير، يفتخر السودانيون بأن بلدهم هي أول دولة في الوطن العربي تتعامل في مجال الموبايل بتقنية الـCDMA التي لا تتواجد إلا في أوروبا وأمريكا بجانب تقنية الـGSM. فالاقتصاد السوداني في تطور مستمر، لذا سنجد أن "دول الاستعمار" تقضي ليلها ونهارها تخطط في سلب ونهب هذه الثروات من السودان، بينما العرب "نايمين ف الدرة".

4-لا تبحث عن الجلباب الذي يحتوي على جيوب من الأمام ومن الخلف؛ لأن السودانيين إذا لبسوا الجلباب بالعكس، تكاسلوا عن خلعه لارتدائه بطريقة صحيحة، فلجأوا إلى وضع الجيوب من الأمام والخلف، تحسباً لهذا الطارئ. ننصحك إذا وصلت ألا تسأل عن هذا الجلباب، لأنه غير موجود على الإطلاق.

وبخصوص مسألة "الكسل"، فدعنا نقول أنه إذا كان هناك "كسل" السوداني، فهناك أيضاً "جبن" المصري، و"تكبر" الخليجي، و"عصبية" الجزائري، و"دموية" العراقي، و"دهاء الشامي"..الخ.

5- لا تأخذ تطعيماً ضد أي مرض قبل الذهاب، واعلم أن مافيا الدواء حول العالم، يهمها أن تظل أنت تروج لمقولة أن السودان مليئة بالأوبئة والأمراض، فقبل رحيلي من مطار القاهرة، أخبرني مكتب الصحة بالمطار أنه إذا أردت ألا يتم حجزي في الحجر الصحي عند العودة، فيجب علي أخذ "تطعيم" ضد مرض الكوليرا والملاريا والحمى الصفراء.

فعندما رجعت إلى القاهرة وأثناء دخولي المطار، هممت لأبرز لهم البطاقة الصحية التي تشير بأنني أخذت التطعيم قبل السفر، رد موظف الجمرك بقوله: "مش عايزنها.. السودان مفيهاش أمراض.. خش يا باشمهندس".

6- إذا أهداك سوداني قطعة مانجو، فتناولها بقشرها، فالسودان لم تعرف طريق المبيدات الزراعية بعد، فعندما حاولت تقشير قطعة من المانجو، قال لي صديقي السوداني: "أخي.. أنت لست بمصر، تناول المانجو بقشرها، نحن السودانيون لدينا فاكهة طبيعية بسبب طمي النيل".

7- ستفاجئ هناك بأن السيارات المالكي كلها حديثة، فهناك لا يرخصون إلا للسيارات بعد موديل سنة 2000، فأقدم السيارات هنا، هي الهيونداي آتوس، وتليها الفيرنا، التي تسمى (جياد) هناك. أما إذا قررت أن تأخذ مواصلات عامة داخل الخرطوم، فعليك بـ(أمجاد، وهي السيارة السوزوكي الصغيرة ذات الست مقاعد) أو (هايس هي الميكروباص التويوتا) أو (الركشة وهو التوك توك)، ولا تفكر أن تركب التاكسي، لأنه مرتفع في "البنديرة" كما أن السيارة التاكسي هي الوحيدة التي يسمح أن تكون سنة إنتاجها قبل عام 2000، فيمكنك أن تركب تاكسي موديل سنة 1950، بعكس السيارات الملاكي.

اتبع تلك النصائح.. وشد نفس عميق.. وسافر إلى هناك بقلب جامد وتمتع بأيامك في السودان يا زول.