المواضيع |
---|
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4 |
تمهل قليلا فإنك يوم
ومهما أطلت وقام المزار
ستشطرنا خلف شمس الغروب
وترحل بين دموع النهار
وتترك فينا فراغا وصمتا
وتلقي بنا فوق هذا الجدار
وتشتاق كالناس ضيفا جديدا
وينهي الرواية.. صمت الستار
وتنسى قلوبا رأت فيك حلما
فهل كل حلمٍ ضياءٌ... ونار
ترفق قليلا ولا تنس أني
أتيت إليك وبعضي دمار
لأني انتظرتك عمرا طويلا
فتشت عنك خبايا البحار
وغيرت لوني وأوصاف وجهي |
الليلة أجلس يا قلبي خلف الأبواب
أتأمل وجهي كالأغراب
يتلون وجهي لا أدري
هل ألمح وجهي أم هذا.. وجه كذاب
مدفأتي تنكر ماضينا
والدفء سراب
تيار النور يحاورني
يهرب من عيني أحيانا
ويعود يدغدغ أعصابي
والخوف عذاب
أشعر ببرودة أيامي
مرآتي تعكس ألوانا
لون يتعثر في ألوان
والليل طويل والأحزان
وقفت تتثاءب في ملل
وتدور وتضحك في وجهي
وتقهقه تعلو ضحكاتها... |
لن أقبل صمتك بعد اليوم
لن أقبل صمتي
عمري قد ضاع على قدميك
أتأمل فيك.. وأسمع منك..
ولا تنطق..
أطلالي تصرخ بين يديك
حرك شفتيك
أنطق كي أنطق
أصرخ كي أصرخ
ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات
عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات
عار أن تبقى تمثالا
وصخورا تحكي ما قد فات
عبدوك زمانا واتحدت فيك الصلوات
وغدوت مزارا للدنيا
خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات
|
تزيد المسافات بيني وبينك
تخبو الملامح شيئا.. فشيئا
وتغدو مع البعد بعض الظلال
وبعض لأتذكر.. بعض الشجن
ويغدو اللقاء بقايا من الضوء
تبدو قليلا.. وتخبو قليلا..
وتصغر في العين
تسقط في الأفق
ترحل كالعطر
تغدو خطوطا بوجه الزمن..
فماذا سنحكي..
وكل الملامح صارت ظلالا
وكل الذي"كان" أضحى خيالا
وأصبحت أنت الزمان البعيد
أعود إليه.. فيبدو محالا
تزيد... |
دعيني أقاوم شوقي إليك
وأهرب منك ولو في الخيال
لأني أحبك وهما طويلا
وحلم بعيني بعيد المنال
دعيني أراك هداية عمري
وإن كنت في العمر بعض الضلال
دعيني أقاوم شوقي إليك
فإني كرهت أصول الرمال
نحب كثيرا ونبني قصورا
وتغدو مع البعد بعض الظلال
دعيني أراك كما شئت يوما
وإن كنت طيفا سريع الزوال
فما زلت كالحلم يبدو قريبا
وتطويه منا دروب المحال |
دعني وجرحي فقد خابت أمانينا
هل من زمان يعيد النبض يحيينا
يا ساقي الحزن لا تعجب في وطني
نهر من الحزن يجري في روابينا
كم من زمان كئيب الوجه فرقنا
واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا
جرحي عميق خدعنا في المداوينا
لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينا
كان الدواء سموما في ضمائرنا
فكيف جئنا بداء كي يداوينا
* * *
هل من طبيب يداوي جرح أمته
هل من إمام لدرب الحق يهدينا
كان الحنين إلى الماضي... |
أنتزع زمانك من زمني
ينشطر العمر..
تنزف في صدري الأيام
تصبح طوفانا يغرقني..
ينشطر العالم من حولي
وجه الأيام.. بلا عينين
رأس التاريخ.. بلا قدمين
تنقسم الشمس إلى نصفين
يذوب الضوء وراء الأفق
تصير الشمس بغير شعاع
ينقسم الليل إلى لونين
الأسود يعصر بالألوان
الأبيض يسقط حتى القاع
ويقول الناس.. دموع وداع
أنتزع زمانك من زمني
تتراجع كل الأشياء..
|
وعلمتنا العشق قبل الأوان
فلما كبرنا ودار الزمان
تبرأت منا.. وأصبحت تنسى
فلم نر في العشق غير الهوان
عشقانك يا نيل عمرا جميلا
عشقناك خوفا وليلا طويلا
وهبناك يوما قلوبا بريئة
فهل كان عشقك بعض الخطيئة؟!
* * *
طيورك ماتت.. ولم يبق شيء على شاطئيك
سوى الصمت والخوف والذكريات
أسافر عنك فأغدو طليقا
ويسقط قيدي
وأرجع فيك أرى العمر قبرا
ويصبح صوتي بقايا رفات..
|
سلوان لا تحزني إن خانني الأجل
ما بين جرح وجرح ينبت الأمل
لا تحزني يا ابنتي إن ضاق بي زمني
إن الخطايا بدمع الطهر تغتسل
قد يصبح العمر أحلاما نطاردها
تجري ونجري.. وتدمينا ولا نصل
سلوان لا تسأليني عن حكايتنا
ماذا فعلنا.. وماذا ويحهم فعلوا
قد ضيعوا العمر يا للعمر لو جنحت
منا الحياة وأفتى من به خبل
عمر ثقيل بكأس الحزن جرعنا
كيف الهروب وقد تاهت بنا الحيل
* * *
الحزن في... |
عادت أيامك في خجل
تتسلل في الليل وتبكي خلف الجدران
الطفل العائد أعرفه
يندفع ويمسك في صدري
يشعل في قلبي النيران
هدأت أيامك من زمن
ونسيتك يوما لا أدري
طاوعني قلبي.. في النسيان
عطرك ما زال على وجهي
قد عشت زمانا أذكره
وقضيت زمانا أنكره
والليلة يأتي يحملني
يجتاح حصوني.. كالبركان
اشتقتك لحظة..
عطرك قد عاد يحاصرني
أهرب.. و العطر يطاردني
|
غنائي الحزين..
ترى هل سئمتم غنائي الحزين؟
وماذا سأفعل..
قلبي حزين
زماني حزين
وجدران بيتي
تقاطيع وجهي..
بكائي وضحكي
حزين حزين؟
* * *
أتيت إليكم..
وما كنت أعرف معنى الغناء
وغنيت فيكم.. وأصبحت منكم..
وحلقت بالحلم فوق السماء..
حملت إليكم زمانا جميلا على راحتيا
وما جئت أصرخ بالمعجزات
وما كنت فيكم رسولا نبيا
فكل الذي كان عندي غناء |
كثيرون ماتوا.. بكينا عليهم
أقمنا عليهم صلاة الرحيل
وقلنا مع الناس صبرا جميلا
فهل كل صبر لدينا جميل؟
قرأنا الفواتح بين البخور
وقلنا: الحياة متاع قليل
نثرنا الفطائر فوق القبور
وفي الأفق تبكي ظلال النخيل
كثيرون ماتوا..
أهلنا عليهم تلال التراب
ولكنا لم نمت بعد لكن
لماذا يهال علينا التراب؟!
فما زلت حيا
ولكن رأسي بقايا ضريح
وما زلت أمشي
يقيد خطوي درب... |
برغم الحزن والأنقاض يا بيروت
ما زلنا نناجيك
برغم الخوف والسجان والقضبان
ما زلنا نناديك
برغم القهر والطغيان يا بيروت
ما زالت أغانيك
وكل قصائد الأحزان يا بيروت
لا تكفي لنبكيك
وكل قلائد العرفان تعجز أن تحييك
فرغم الصمت ما زالت مآذننا
تكبر في ظلام الليل..
تشدو في روابيك
وما زالت صلاة الفجر يا بيروت
تهدر في لياليك
ورغم النار والطوفان
سوف تجيء أيام... |
مازال يركض بين أعماقى
جواد جامح..
سجنوه يوما فى دروب المستحيل
ما بين أحلام الليالى
كان يجرى كل يوم ألف ميل
وتكسرت أقدامه الخضراء
وانشطرت خيوط الصبح فى عينيه واختنق الصهيل
من يومها ...
وقوافل الأحزان ترتع فى ربوعى
والدماء الخضر فى صمت تسيل
من يومها....
والضوء يرحل عن عيونى
والنخيل الشامخ المقهور
فى فزع يئن .. ولا يميل
ما زالت الأشباح
تسكر من... |
قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً هل هانَ حُلْمُكَ.. أم أنتَ الذى هانَا؟ قامرتَ بالعمرِ.. والأيامُ غانيةٌ مَنْ سَرَّهُ زمنًا سَاءَتْه أزمانَا قد عشتَ ترْسُمُ أحلامًا لعاشقةٍ ذاقتْ كؤوسَ الهوى طُهرًا.. وعِصْيَانَا زَيَّنْتَ للناسِ أحلامًا مُجَنَّحَةً بالحُلمِ حينًا.. وبالأوهامِ أحيانَا في كلِّ قلبٍ غرستَ الحُبَّ أغنيةً غنَّى بها الشِّعرُ في الآفاقِ.. وَازْدَانَا أحلامُكَ البحرُ يَطْوى الأرضَ في غضبٍ فَلا يَرى في... |
أنـا من سنين لـم أره
لـكن شيئا ظـل في قـلـبي زمانا يذكـره..
***
عمي فرج..
رجل بسيط الحال
لم يعرف من الأيام شـيئاً
غير صمت المتـعبـين
كنـا إذا اشـتدت ريـاح الشك
بين يديه نـلتمس اليقين..
كـنا إذا غـابت خـيوط الشـمس عن عينـيه
شـيء في جوانحنـا يضل.. ويستكين
كنـا إذا حامت علي الأيام أسراب
من اليأس الجسور نـراه كـنز الحالمين..
كـم كـان يمسك ذقـنه البيضاء في ألم |
سيمحو الموجُ أقدامي
كما يغتالُ أقدامِك
ويدفن بينها حُلمي
رفاتاً بين أحلامِك
وتبقى بعدَنا ذكرى
تساءلُ : أين أيامك ؟! |
لأنك سر..
وكل حياتي مشاع.. مشاع..
ستبقين خلف كهوف الظلام
طقوسا.. ووهما
عناق سحاب.. ونجوى شعاع..
فلا أنت أرض..
ولا أنت بحر
ولا أنت لقيا..
تطوف عليها ظلال الوداع
وتبقين خلف حدود الحياة
طريقا.. وأمنا
وإن كان عمري ضياعا.. ضياع
* * *
لأنك سر
وكل حياتي مشاع مشاع..
فأرضي استبيحت..
وما عدت أملك فيها ذراع
كأني قطار
يسافر... |
سئمت الحقيقة..
لأن الحقيقة شيء ثقيل
فأصبحت أهرب للمستحيل
ظلال النهاية في كل شيء
إذا ما عشقنا نخاف الوداع
إذا ما التقينا نخاف الضياع
وحتى النجوم..
تضيء وتخشى اختناق الشعاع
هموم السفينة ترتاح يوما
وتلقي بعيدا.. بقايا الشراع
إذا ما فرحنا.. نخاف النهاية..
إذا ما انتهينا.. نخاف البداية
وما عدت أدرك أصل الحكاية
لأن الحقيقة شيء ثقيل..
* * *
سئمت الحقيقة.. |
في كل عام كنت أحمل زهرة
مشتاقة تهفو إليك..
في كل عام كنت أقطف بعض أيامي
وأنثرها عبيرا في يديك
في كل عام كانت الأحلام بستانا
يزين مقلتي.. ومقلتيك
في كل عام كنت ترحل يا حبيبي في دمي
وتدور ثم تدور.. ثم تعود في قلبي لتسكن شاطئيك
لكن أزهار الشتاء بخيلة
بخلت على قلبي.. كما بخلت عليك
عذرا حبيبي
إن أتيت بدون أزهاري
لألقي بعض أحزاني لديك
|
أماه..
لا تخجلي مني أتيتك عاريا
سرقوا ثيابي.. في الطريق
أنا لم أعد طفلا
لألقي بعض عريي في يديك.. وتضحكين
أنا لم اعد طفلا
فأسبح بين أخطائي وأنت تسامحين..
لا تخجلي مني أتيتك عاريا
أخفي عن الطرقات نفسي
عن الأيام.. ما لا تعلمين
لا تخجلي مني فعريي.. بعض عريك
آه يا أماه ما أقسى زماني
صارت الأثواب من وحل.. وطين
* * *
منذ افترقنا والقطار يدور بي عاما.. فعام..
|
أريحيني على صدرك
لأني متعب مثلك
دعي اسمي وعنواني وماذا كنت
سنين العمر تخنقها دروب الصمت
وجئت إليك لا أدري لماذا جئت
فخلف الباب أمطار تطاردني
شتاء قاتم الأنفاس يخنقني
وأقدام بلون الليل تسحقني
وليس لدي أحباب
ولا بيت ليؤويني من الطوفان
وجئت إليك تحملني
رياح الشك.. للإيمان
فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك
أم أمضي مع الأحزان
وهل في الناس من يعطي
بلا... |
صرت لا أسمع صوتي
ليس عندي ما يقال..
كل ما في الأرض شيء من رمال
حينما تنهار فينا..
دهشة الأشياء ننسى
كل معنى.. للسؤال
* * *
صرت لا أسمع صوتي..
كل ما في الكون يجري
ثم يسقط خلف سمعي
كل حزن الناس أضحى
بين حزني.. بعض دمعي
القناديل تهاوت
خلف قضبان السجون
والعصافير توارت
في سراديب الجنون..
والبريق الآن يجري
ثم ينزف في العيون.. |
تغيبين عني..
وأمضي مع العمر مثل السحاب
وأرحل في الأفق بين التمني
وأهرب منك السنين الطوال
ويوم أضيع.. ويوم أغني..
أسافر وحدي غريبا غريبا
أتوه بحلمي وأشقى بفني
يولد فينا زمان طريد
يحلف فينا الأسى.. والتجني..
ولو دمرتنا رياح الزمان
فما زال في اللحن نبض المغني
تغيبين عني..
وأعلم أن الذي غاب قلبي
وأني إليك.. لأنك مني
* * *
تغيبين عني..
وأسأل... |
حين نظرت في عينيك
لاح الجرح.. والأشواق والذكرى
تعانقنا.. تعاتبنا
وثار الشوق في الأعماق
شلالا تفجر في جوانحنا..
فأصبح شوقنا نهرا
زمان ضاع من يدنا..
ولم نعرف له أثرا
تباعدنا.. تشردنا
فلم نعرف لنا زمنا
ولم نعرف لنا وطنا
* * *
ترى ما بالنا نبكي..
وطيف القرب يجمعنا
وما يبكيك.. يبكيني
وما يضنينك.. يضنيني
تحسست الجراح رأيت جرحا
بقلبك... |
نسيت ملامح وجهي القديم
ومازلت أسأل: هل من دليل؟!
أحاول أن استعيد الزمان
وأذكر وجهي..
وسمرة جلدي
شحوبي القليل
ظلال الدوائر فوق العيون
وفي الرأس يعبث بعض الجنون
نسيت تقاطيع هذا الزمان
نسيت ملامح وجهي القديم
* * *
عيوني تجمد فيها البريق
دمي كان بحرا
تعثر كالحلم بين العروق
فأصبح بئرا
دمي صار بئرا
وأيام عمري حطام غريق..
فمي صار... |
لماذا أراك على كل شيء بقايا.. بقايا؟
إذا جاءني الليل ألقاك طيفا..
وينساب عطرك بين الحنايا؟
لماذا أراك على كل وجه
فأجري إليك.. وتأبى خطايا؟
وكم كنت أهرب كي لا أراك
فألقاك نبضا سرى في دمايا
فكيف النجوم هوت في التراب
وكيف العبير غدا.. كالشظايا؟
عيونك كانت لعمري صلاة..
فكيف الصلاة غدت.. كالخطايا..
* * *
لماذا أراك وملء عيوني
دموع الوداع؟
لماذا أراك وقد صرت شيئا |
الحزن يطارد عنواني
وسألت الناس عن السلوى..
عن شيء يهزم أحزاني
عن يوم أرقص بالدنيا
أو فرح يسكر وجداني
قالوا: أفراحك أوهام
ماتت كرحيق البستان
ودموعك بحر في وطن
لا يعرف حزن الإنسان
* * *
كانت أحلاما يا قلبي..
أن يسقط سجن مدينتنا
أنقاضا.. فوق السجان
أن تخرس أصوات حبلى
بالخوف تطارد عنواني
كانت أحلاما يا قلبي..
أن أصبح فيك مدينتنا
|
ستجربين حبيبتي.. ستجربين
ستجربين الحب بعدي.. والحنين
وستحلمين بفارس غيري
هزيل الحلم مكسور الجبين
وسترحلين
على جناح الصبح عصفورا كموج البحر
لا يدري جراح المتعبين
وأظل في الأنقاض أجمع بعض أيامي
أدور العمر تحرقني دموع الحائرين
ما زلت أبحث في ظلام الناس
عن زمن بريء الصبح
يهدي التائهين
ما زلت أسكب
حزن أيامي دموعا
في بطون الجائعين
ما زلت أحلم بالزمان... |
دعينا من الأمس.. كنا.. وكان..
ولا تذكري الجرح.. فات الأوان
تعالي نسامر عمرا قديما
فلا أنت خنت.. ولا القلب خان..
وقد يسألونك أين الأماني..
وأين بحار الهوى.. والحنان؟
فقولي تلاشت وصارت رمادا
لتملأ بالعطر.. هذا المكان
رسمنا عليها جراحا.. وحلما..
كتبنا عليها.. ((ضحايا الزمان))
|
يا بحر جئتك حائر الوجدان
أشكو جفاء الدهر للإنسان
يا بحر خاصمني الزمان وأنني
ما عدت أعرف في الحياة مكاني
كم عانقتني في رمالك انجم
كم داعبت بالأمنيات لساني
كم عاش قلبي في سمائك راهبا
يشفي جراح الحب.. بالألحان
واليوم جئتك والهموم كأنها
شبح يطارد مهجتي.. وكياني
* * *
وغدوت في بحر الحياة سفينة
الموج يبعدها عن الشطآن
فالناس تشرب في الدروب دموعها
والدرب مل مرارة... |
ونجئ قهرا للحياة
الناس ترحل مثلما تأتي
ويبقى السر شيئا لا نراه
لم أدر كيف أتيت من زمن بعيد
يوما سمعت أبي يقول بأنني
قد جئت في يوم سعيد
أمي تقول بأنني
أشرقت عند الفجر كالصبح الوليد
تاريخ ميلادي يقول بأنني
قد جئت في لقيا الشتاء مع الربيع
لكنني ما عدت أذكر هل ترى
قد عشت حقا في الربيع؟
* * *
من ألف عام
والزمان على مدينتنا صقيع
نهر الدموع يطارد الأحياء |
وما زلت ألمح شيئا بعيدا
يداعب عيني.. كطيف السراب
فحينا أراه ضياء نحيلا
يصارع ليلا.. كثيف الضباب
وحينا أراه.. صباحا عنيدا
يزمجر في الأفق خلف السحاب
ودربي طويل.. وقيدي ثقيل..
وأحمل عمرا كسيح الشباب
وما زلت أحمل نايا حزينا
تكسر مني.. على كل باب
أدور بحلمي على كل بيت
أعاتب صمتا طويلا طويلا..
أصارع حزنا كئيبا.. كئيبا
أردد لحنا بأرض خراب
وألقي بعمري على كل باب |
وتبكين حبا .. مضى عنك يوما
وسافر عنك لدنيا المحال ..
لقد كان حلما .. وهل في الحياة ..
سوى الوهم - يا طفلتي - والخيال ؟
وما العمر بأطهر الناس إلا
سحابة صيف كثيف الظلال
وتبكين حبا .. طواه الخريف
وكل الذي بيننا .. للزوال ..
فمن قال في العمر شيء يدوم
تذوب الأماني ويبقى السؤال ..
لماذا أتيت إذا كان حلمي
غداً سوف يصبح .. بعض الرمال ..؟!
|
أنفاسنا في الأفق حائرة..
تفتش عن مكان
جثث السنين تنام بين ضلوعنا
فأشم رائحة
لشيء مات في قلبي وتسقط دمعتان
فالعطر عطرك والمكان.. هو المكان
لكن شيئا قد تكسر بيننا
لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان
* * *
عيناك هاربتان من ثأر قديم
في الوجه سرداب عميق..
وتلال أحلام وحلم زائف
ودموع قنديل يفتش عن بريق..
عيناك كالتمثال يروي قصة عبرت
ولا يدري الكلام
وعلى... |
قبل أن يرحل في يأس هوانا
قبل أن تنهار في خوف خطانا
قبل أن أبحث عنك بين أنقاض صبانا
خبريني.. كيف ألقاك إذا تاهت رؤانا
وانطوت أحلامنا الثكلى رمادا.. في دمانا
في زمان ماتت البسمة فيه
وغدا العمر.. هوانا؟
خبريني..
عندما يصبح بيتي في جنون الليل
أشلاء عبير
منهك الأنفاس كالطفل الصغير
كيف ألقاك إذا صارت أمانينا
دماء في غدير
نشرب الأحزان منها
تقتل الأفراح فينا والضمير؟ |
ويسألني الليل أين الرفاق
وأين رحيق المنى والسنين؟
وأين النجوم تناجيك عشقا
وتسكب في راحتيك الحنين؟
وأين النسيم وقد هام شوقا
بعطر من الهمس لا يستكين؟
وأين هواك بدرب الحيارى
يتيه اختيالا على العاشقين؟
فقلت: أتسألني عن زمان
يمزق حبا أبى أن يلين؟
وساءلت دهري: أين الأماني؟
فقال: توارت مع الراحلين
ولم يبق شيء سوى أغنيات
وأطياف لحن شجي الرنين
وحدقت في الكأس: أين الرفاق؟ |
لو أننا يوما نسجنا عشنا
عبر الأثير على ربى الأزهار
لو أننا يوما جعلنا عمرنا
بين الظلال كروضة الأشعار
لو أننا عدنا إلى أحلامنا
سكرى نناجيها مع الأطيار
لو أننا صرنا خمائل أسدلت
أهدابها فوق الغدير الجاري
لو أننا طفلان في أحزاننا
ننسى الحياة على صدى مزمار
لو أن حبك عاش يسكر من دمي
ويصول كيف يشاء في أفكاري
لو أن قلبك ظل مرفأ عمرنا
نلقي عليه متاعب الأسفار
لو أننا... |
وإن صرت ليلا.. كئيب الظلال
فما زلت أعشق فيك النهار..
وإن مزقتني رياح الجحود..
فما زال عطرك عندي المزار
أدور بقلبي على كل بيت
ويرفض قلبي جميع الديار..
فلا الشط لملم جرح الليالي
ولا القلب هام بسحر البحار..
فما زال يعشق.. فيك النهار..
|
تغير كل ما فينا.. تغيرنا
تغير لون بشرتنا
تساقط زهر روضتنا
تهاوى سحر ماضينا
تغير كل ما فينا .. تغيرنا
زمان كان يسعدنا نراه الآن يشقينا
وحب عاش في دمنا تسرب بين أيدينا
وشوق كان يحملنا فتسكرنا.. أمانينا
ولحنٌ كان يبعثنا إذا ماتت.. أغانينا
تغير كل ما فينا .. تغيرنا
* * *
وأعجب من حكايتنا تكسر نبضها فينا
كهوف الصمت تجمعنا دروب الخوف .. تلقينا
وصرت حبيبتي طيفا لشيء كان في... |
وقلنا إننا يوما
سننسج من ظلال الحزن أحلاما تعزينا
إذا تاهت مدينتنا
وجف النهر بين ضلوع وادينا
وعاد الخوف بالأحزان يقهرنا
ويسوق عمرنا منا وبالأوهام يسقينا
* * *
وقلنا إننا يوما
سنجعل حبنا إذا احترقت مضاجعنا
ومات زماننا فينا
سنغرس في عروق الليل حلما
ليصبح نجمة سكرى ترفرف في مآقينا
* * *
وقلنا إننا يوما
سننثر حبنا عطرا
يعانق وجه قريتنا
|
سكبتك في دمي حلما
حنايا القلب .. ترعاه
وراح القلب في فرح
يغني سر نجواه
ويشدوا حبنا لحنا
كطير عاد مأواه
فأصبح لا يرى شيئا
سوى عينيك .. دنياه
وأمن في دجى زمن
عنيد في خطاياه
شدونا الحب للدنيا
وفي شوق حملناه
رأينا حبنا طفلا
كضوء الصبح .. عيناه
سألتك هل ترى يوما
سنهدم ما بنيناه ؟!
فقلت: العمر إبحار
وعمري أنت مرساه
تعيش... |
عمري وعمرك دمعتان..
الدمعة الفرحى لقاء يجمع الأشواق
ترقص في الجوانح فرحتان
الدمعة الثكلى وداع
يخنق الأشواق.. يشطرنا فتنزف.. مهجتان
لم يا زمان الخوف تأبى أن يكون لنا مكان؟
عنواننا ليل كئيب الوجه يخدعنا
و يسرق فرحة الأيام منا.. والأمان
ونموت في فرح اللقاء كما نموت.. مع الوداع
أيامنا طفل.. كلون الصبح مخنوق الشعاع
* * *
يوم لمحتك كان موج البحر
يدفعني وحيدا بين أنياب الصخور
|
كان ما قد كان.. مات..
كان في عينيك حلم..
خانني وسط الطريق
حين صار الموج وحشا
لم يعد يرحم أنات الغريق
كان في عينيك حلم
يعزف الألحان في عمري.. وعمرك
أغنيات للطيور..
كان سرا من خبايا الصبح حين يجيء
في ليل جسور..
بحر عينيك توارى
جف ماء البحر في صمت
وصار الآن أسماكا
تساقط جلدها بين الصخور
كيف صار اللؤلؤ المسحور
أحجارا على الطرقات حائرة
وفي... |
ويمضي العام.. بعد العام.. بعد العام
وتسقط بيننا الأيام
ويصبح عمرنا سدى
ويصبح حبنا قيدا
وحلم بين أيدينا حطام
رماد أنت في عيني
بقايا من حريق ثار في دمنا ونام
ويمضي العام.. بعد العام.. بعد العام..
فلا أنت التي كنت ولا أنا فارس الأحلام
تعالي نشهد الدنيا
بأن الحب أصبح في مدينتنا حرام
وأن الصبح أصبح في مآقينا ظلام
وأن الخوف يخنق في حناجرنا الكلام
تعالي نشهد الدنيا
|
لو أستطيع حبيبتي..
لنثرت شيئا من عبيرك
بين أنياب الزمان
فلعله يوما يفيق ويمنح الناس الأمان
لو أستطيع حبيبتي
لجعلت من عينيك صبحا
في غدير من حنان
ونسجت أفراح الحياة حديقة
لا يدرك الإنسان شطآنا.. لها
وجعلت أصنام الوجود معابدا
ينساب شوق الناس.. إيمانا بها
لو أستطيع حبيبتي
لنثرت بسمتك التي
يوما غفرت بها الخطايا.. والجراح
وجمعت كل الناس حول ضيائها
كي... |
مضينا مع الدهر بعض الليالي
فجاء إلينا بثوب جديد
وأنواع عطر ونجم صغير
يداعبنا بالمنى من بعيد
وألحان عشق تذوب اشتياقا
وكأس وليل وأيام عيد
ونام الزمان على راحتينا
بريئا بريئا كطفل وليد
وقام يزمجر وحشا جسورا
ويعصف فينا بقلب حديد
فأحرق في الثوب عطر الأماني
وألقى علينا رياحا تبيد
وقال: أنا الدهر أغفو قليلا
ولكن بطشي شديد.. شديد
فأعبث بالناس ضوءا وظلا
|
وتعانقت أنفاسنا
وانساب دمع عاتب الأشواق بين ضلوعنا..
والليل كالسجان
يصفعنا.. ويضحك خلفنا
والصمت بيت موحش الأشباح يصرخ.. حولنا
وعلى يديك رفات طفل ضامر
قدر الزمان حبيبتي
أن يصبح المسكين جرحا.. بيننا
جئنا إليك مدينتي
جئنا لندفن حبنا
رفقا بهذا الطفل
قبر مدينتي..
أنا بعض هذا الطفل عمري.. عمره
فلديه حلم بدايتي
ولديه يأس نهايتي
رفقا بهذا الطفل قبر مدينتي |
وأخاف أشباح الشتاء..
وأخاف أن ألقاك يوما
في طريق.. من دماء
وعليه قصة حبنا
أشلاء ذكرى بين أكفان الوفاء
نبكي عليه ربيع عمر راحل
نبكي عليه
خطيئة الإنسان في زمن الشقاء
يغتال في الأشواق
كالمجنون.. يلتهم الدماء
ما عاد في قلبي دماء كي يبددها الطريق
والموج يا دنياي يفرح بالغريق!!
* * *
وأخاف يوما
أن أعود بلا جناح
كالطائر المكسور
تحمله الرياح..... |
ويرحل عنا زمان الأمان
فأشتاق من راحتيك الحنان
وأحمل قلبي كطفل جريح
يصارعه الشيب قبل الأوان
وأصبح بعدك لحنا.. عجوزا
شقي الزمان غريب المكان
وتبقين وحدك فوق الزمان
وتبقى عيونك أحلى مكان
سنين من العمر تمضي علينا
وفي الفرح ننسى حساب السنين
أعد الليالي.. ربيعا ربيعا
ويمضي الزمان ولا ترجعين
وتبقين وحدك نبضا بقلبي
ويرحل عمري ولا ترحلين
وسافرت بعدك في كل أرض |
|