العوامل الاقتصادية
وهو أمر آخر في غاية الخطورة .. فتضييق الخناق على المشروعات التي تنافس اخرى موجودة بالفعل على الأرض امر واقع -وأتحدى ان يحاول احد المواطنين ان يدخل مجال انتاج الحديد او مستحضرات التجميل وهو لا يزال على قيد الحياة او خارج السجن هو أو أسرته - الأمر الذي يدفع بأي مستثمر عاقل إلى أن يحجم عن اتخاذ مثل هذه الخطوة في سوق لا يعرف إلا الاحتكار -وكله بالقانون.
ولا بد اننا جميعا او أغلبنا قد رأينا او سمعنا او قرأنا عن ذلك الشاب الطموح الذي حاول إنشاء المشروع الفلاني فكان لابد له من الحصول على عشرات التصاريح والأختام والتوقيعات وان يدفع الآلف الإكراميات بدءا من عامل النظافة او الساعي في الهيئة الحكومية، وحتى بعد نجاحه في اطلاق مشروعه تجد من يمر عليه يطالبه بتعليق لافتة تأييد للسيد المحافظ او تهنئة المسئول الفلاني بتوليه المنصب للعام التاسع والتسعين على التوالي والا سيتم اغلاق محل رزقه الى الأبد او ضرورة دفعه للإتاوة المقررة على أصحاب المشروعات في هذا المكان والذي يخضع لسلطة فلان بيه او علان باشا .
كل هذه الامور الأمور الى جانب جشع غير عادي وتوحش من التجار مع نفض للسلطة لأيديها من هذه المعركة الشرسة لابد وأن تدفع البسطاء الى اعتماد أساليب اخرى "علشان اللبية تلعب -كما قال السيد وزير المالية لنقيب الصيادلة-" و كان لابد للغش والتزوير والسرقة والنصب وكل هذه الأمور أن تظهر على سطح مجتمعنا حتى بات البعض يخشي من أن يتم تحصيل الرشوة والإتاوة بالبريد الالكتروني او بال Credit Card.